الأربعاء، يناير 14، 2015

... !

[27.ديسمبر.2014]

يوسف الصغير يتربع أمامى فى عربة المشتروات التى أمسك بمقودها .. استند على المقود بكلا ذراعىّ فنصبح جسداً واحداً ينزلق فى انسياب .. أدفعه بقوة إلى أن يوشك على الإصطدام بالمعروضات .. ثم اسحبه سريعاً قبل الإصطدام بثانية فيصفق جذلاً ويضحك بعلو صوته .. أشعر كأننى اؤدى رقصة ما على أرض ناعمة .. لا التفت للمعروضات رغم وجودى فى المكان للمرة الأولى .. عيناى مركزتان على الصغير .. بشكل ما تم اختصار كل معانى البهجة فى بريق عينيه .. لم أود الانتباه إلى أى شئ آخر ..

كنت _و للمرة الأولى منذ زمن_ سعيدة و مكتملة باللحظة .. لم يراودنى ذاك الشعور المزعج بأن الوقت ينفد، أو أن علىّ الإسراع للتواجد فى مكان آخر لسبب ما .. الوقت كان يطفو بسلام حولنا ونشقه نحن بعجلات العربة .. يصدر الصغير اصواتاً بفمه فأندمج معه واقلده .. من أخبرك أننى احب فعل ذلك ؟؟ .. افعلها أفضل منه فيتحمس ويقرر أن ينافسنى .. يصدر صوتاً أقوى فأصدر صوتاً أقوى منه .. ونستمر فى اللعبة بينما تنظر لى أمه بإندهاش ..

فى رأيى أن الأطفال يفعلون بنا واحداً من شيئين .. امّا أن يجعلوننا نشعر بفارق السن بيننا وبينهم .. وامّا أن نعود معهم إلى بهجة عمرٍ لم ندركه فى وقته .. يوسف الصغير ذو الستة اعوام اخذنى من يدى و انطلقنا نعبر الشارع الفسيح جرياً كى نسبق العربات .. لو تدرى يا يوسف أن لى عمراً لم أفعلها .. السن يوجب علينا الوقار يا عزيزى .. لكنك تأتى فتغير كل الوقائع .. لو تدرى أن دفء يدك الصغيرة لا يزال فى كفى .. و أننى ممتنة لأنك لم تترك يدى طوال الرحلة .. كنت ألتقط الصور للبحر والشئ الوحيد الذى سمحت له بأن يعترض عدستى هو وجهك الصغير، كى أحتفظ باللقطة كاملة.

لو تدرى ايضاً أننى اعتبرتك طفلاً مزعجاً فى بداية اليوم، لكثرة صخبك و لأننى كنت مصابة بالصداع من السفر .. لكننى كنت  مخطئة .. ارجو أن تسامحنى .. عرفت ذلك بعدما تعلمت الصبر معك، و سلمتك قلبى فتحول الصخب إلى بهجة.. لا بأس .. ليس كل  الأشياء الجميلة ندركها فى حينها .. لكننى سعيدة ايضاً لأننى لم اتأخر .. و ارجو من الله الّا اتأخر ابداً فى شكر نعمته .. أنا سعيدة لحصولى على صديق جديد فى الإسكندرية :)

الخميس، يناير 01، 2015

عن الشغف بفقدان التوازن .. !


حدثتنى السنة الفائتة كثيراً عن نفسى .. عن رغبتى فى تغيير كل شئ بإستمرار، رغم شغفى الأوحد بالتمسك بالذاكرة .. عن حبى للخطوات الجديدة .. و عن خوفى من الإقتراب من الآخرين .. أنا روحٌ مفردة كما تقول شيماء .. أفضل البقاء على مسافة آمنة من البشر .. و أجد فى صحبة نفسى و توحدى بها اطمئناناً و راحة لا أملّ منهما أبداً .. و ليس صحيحاً أنك تآمن لمن تحب .. أنا أخاف فقط ممن أحب، لأنهم وحدهم يملكون القدرة على إيذائى .. حتى عن دون قصد.

هذة مسافتى الآمنة التى أحيط نفسى بها .. لكنّ الأمان ليس دوماً مرادفاً للشغف .. أنا شغوفة بالمستقبل رغم أننى خائفة منه حد الموت .. و الشغف يجتذبنا فى النهاية حتى وإن كان يحمل لنا الألم .. يحمل لنا المجهول .. نحن لا نقاوم الشغف بالضوء رغم أنه يغشى أبصارنا ويفقدنا توازننا .. لكنّ البقاء طويلاً فى مكان ثابت يجعل المرء يشتهى بعض فقدان التوازن .. يتوق إلى الضوء .. و أتوق أنا أحياناً إلى الإنغماس فى الآخرين حد التوحد معهم ..

فى المرات القليلة التى قمت فيها بذلك، كان الأمر متفرداً لدرجة يصعب علىّ وصفها .. وجدت نفسى أختبر حالات مدهشة من التشبع الروحى .. انغمست بالكامل فى تفاصيلهم الدقيقة حد الوصول إلى السلام التام مع العالم فقط لأنهم موجودون .. و رغم الوجع الذى قد يحدث، إلا أن الأمر يستحق .. أنا الآن أعرف ذلك .. أحياناً أتجرد من الخوف عن ملل .. لكننى أعود فأفقد طاقتى و أشتهى الوحدة.

فى هذا الوقت من العام الماضى كنت أقاوم شغف ما بضوء كاد أن يكون عابراً، لولا أننى لم أتحمل خسارته ..
أنا خائفة .. لكننى على استعداد تام لإقتفاء خطواته إلى نهاية العالم .. فى النهاية يندم المرء على ما لم يفعله .. و أظن أننى قد أندم على البقاء داخل مسافتى الآمنة أكثر من أى شئ آخر.

السبت، ديسمبر 27، 2014

فى مديح الشاى بالنعناع فى حضن البحر :))

أنا لم أضع خططاً للعام الجديد .. ربما لأنه جاء سريعاً قبل أن أفكر فيه .. و ربما لأننى لم أجد وقتاً للجلوس بمفردى .. أو ربما لأن هناك بالفعل خطط مسبقة .. لكننى سعدت جداً بقدرتى على التملص من الحياة ليوم لأقضى وقتاً منعشاً بجوار البحر قبل أن ينتهى العام ..
كان الأمر بمثابة هواء جديد و نفس يتجدد بالأمل فى مقتبل عام لا أحمل له سوى بضع اكتشافات صغيرة عنى .. و رغبة مستمرة فى تغيير وجه الحياة إلى ما يكمن بالخيال .. و ليست لدىّ أى فكرة بعد عمّا يحمله لى.

السبت، أغسطس 30، 2014

حكايا أغسطس .. ! :)


فى هذا العالم هناك الكثير من المشاعر التى تنبض بالحياة، لكن لا شئ يعادل حماس الأفكار الجديدة، و تلك البهجة التى تنبثق معها فجأة فتغرق الكون ولا تنقطع .. 
أتحدث عن الأفكار التى تمنعك من النوم، و تجعلك تنفض الكسل رغماً عنك !

أغسطس هذا العام بدأ بداية تليق به، كعادته فى كل مرة .. سنوات و إلى اليوم لا أعرف السر .. و لست أدرى إن كان فى الأمر سراً حقاً أم اننى اعتدت على انتظار البهجة فيه فأصبحت أجد ما أنتظر ..

هذا الشهر أعتبره واسع الرزق .. له نصيبه من صفاء الفرح ما يعادل كل الحزن .. لم أقض وقتاً طويلاً رائقة المزاج هكذا منذ بداية العام .. و الحمد لله رب العالمين :)

هناك أمور كثيرة لا ندركها فى وقتها .. و اعتقادى الشخصى أن أغسطس يأتى فى وقت تكون فيه الحكايا قد نضجت .. جلسات و رفقة و كثير من الحديث الرائق الممزوج بالحلم و الضحكات .. و بالبكاء الجميل كذلك، حيث أننى فى أوقات بعينها أتيقن من كون البكاء شيئاً جميلاً و نعمة من الله .. هو و غيره من أمور كثيرة تود لو تكررت بنفس الصورة فى كل يوم، لكنها تفلت من بين أصابعك كل مرة كى تحافظ على تفردها.

تبقى يومان من شهرى العزيز، و قد بدأ أحدهما بالفعل فى الرحيل شيئاً فشيئاً بينما أدون هذة الكلمات .. عزائى الوحيد أن ما يجلبه أغسطس لا يرحل معه، و أنه يترك لى فى كل مرة ما يعيننى على الحياة ..
الأفكار الجديدة مبهجة، لكن هذة حكاية أخرى .. كل أغسطس و أنتم فى أتم بهجة ! :)

السبت، أغسطس 23، 2014

فلسفة إطالة الوقت .. !


[28.رمضان.1435هـ]
---------------------------------------
ما حدث بإختصار هو أننى انقطعت تماماً عن العمل لمدة شهر .. حاولت الإنفصال عن الشئ الذى ترسخ فى عقلى مؤخراً أنه الأكثر تأثيراً بالسلب على روحى، و تعطيلاً لى عما أود القيام به .. تعمدت أيضاً أن يكون هذا الشهر يوافق شهر رمضان الكريم، لما يمثله هذا الوقت من بداية جديدة فى كل عام، و محاولة دورية للملمة الشتات ..
و اليوم على مشارف نهايات الشهر الكريم و نهايات عطلتى المستقطعة، أجلس لأكتب عن التجربة ..

كانت توقعاتى لهذا الشهر مرتفعة.. و كنت اخبر نفسى كل يوم أن اكف عن التوقعات، لأنها لا تأتى بشئ سوى الإحباط .. من بين السنوات التى عشتها، الأيام الأجمل فيها لم تكن عن توقع .. بل كانت هدايا خالصة من السماء، لا أدرى حتى اليوم كيف اجتمعت و تشكلت ..

يمكنك أن تفكر فى رغبتك أن تكون سعيداً .. يمكنك أن تخطط حياتك و تقوم بكل الأمور التى تظن أنها تجلب لك السعادة .. كل هذا هو سعيك انت نحو الأمر .. لكن حقيقة الإحساس و صفاءه، و تلك البهجة المضيئة التى ترفعك عن الأرض فتطفو هى أمور خالصة من الله .. يهديها لك بإرادته و تفرد ربوبيته .. لا يمكنك أن تصنعها .. لا يمكنك أن تخططها أو تتوقعها .. انت فقط تأمل فيها ..

و أنا كنت آمل فى الكثير كعادتى منذ زمن .. لى سنوات و أنا احاول الوصول إلى الحياة المتناغمة مع كل شئ فى الكون .. إلى النفس المطمئنة التى لا ترى أى سبب للحزن فى الدنيا لأنها دنيا كما سماها الله .. ابحث عن الراحة المطلقة و ادرك أنها لا تُدرك إلا عند باب الجنة، لكننى أحاول، و أسعى وراء القليل منها فى كل يوم ..

الشئ الأهم من بين كل ما تعلمته أن الوقت لا يقدم لك أى شئ إذا لم تقم بفعل كل شئ بنفسك .. بدايةً من إيجاد الوقت للقيام بما ترغب فيه فى أكثر الأيام صخباً و ازدحاماً ..

أعلم أننى فى الأصل تكمن سعادتى فى الأيام المزدحمة.. لكننى أود دائماً أن تكون مزدحمة بما ارغب، لا بما اكره أو يُفرض علىّ .. و عندما حاولت الإبتعاد تماماً عن الصخب، كان امامى كل الوقت، لكنى لم أقم بكل شئٍ كنت افكر فيه .. كان الملل يدركنى احياناً، و الوقت يبدو لا طائل منه ..

ما يجب أن يحدث حقاً هو أن آخذ الأشياء ببساطة .. حان الوقت لكى اكف عن التحجج بانشغالى و ضيق الوقت .. يجب أن اضع أولويات كى أجد الوقت لكل شئٍ يراودنى .. لا وقت هنالك كى يضيع فى المماطلة .. الوقت خُلق كى يُستغل .. و حتى إن قمنا احيانا ً بإضاعته عن قصد، يكفى أن نُبقى على التحكم فيه ولا ندعه يتحكم فينا ..

لى سنوات وأنا أقرأ بشكل رهيب، و لى مزاجى الخاص فى الأمر .. تجذبنى النصوص فى كل مكان و ليس فقط فى الكتب .. اتابع الكثير من الحيوات، و اجمع الخبرات من كل مكان، لكننى غالباً لا أستخدمها .. هناك الكثير و الكثير مما اود تطبيقه و حتى الآن لم أنجز منه سوى القليل ..

اللهم إنّى أعوذ بك من علمٍ لا ينفع ..
"العلم الذى لا يتحول إلى عمل، هو علم لا ينفع" (أحمد الشقيرى ~ خواطر 10)

أقول لنفسى ضعى ساعة فى كل يوم قومى فيها بشئٍ جديد، أو انتهى من أحد الأشياء التى تودين فعلها منذ قرون .. تلك الأشياء التى تتراص فى طابور الإنتظار، و تأخذ فى التزايد إلى أن تسقط فى هاوية النسيان .. فقط المداومة هى السر هنا .. فقط الشغف هو ما يحركك ..

الفكرة تكمن فى صنع واقع نتوق إليه و الإستمتاع فى كل يوم خلال التجربة .. ربما السر يكمن فى الرحلة و ليس فى الوجهة .. ربما ليست هناك وجهة على الإطلاق، و ما من نقطة نهاية أو وصول .. فى كل يوم هناك جزء يُضاف إلى الصورة، و تزداد بهجتها كلما كبرت .. لا اعتقد انه سيأتى اليوم الذى أنتهى فيه من فعل كل شئ .. بل قد يدركنى الأجل و أنا لا زلت أمتلك قائمة طويلة من الأشياء التى لم تنجز .. لكننى على الاقل سأكون قد حاولت .. هذه بنظرى هى الحياة عن شغف 

أما هذة فهى الخلاصة .. و إنه لمن الجميل أن يخرج المرء من تجاربه بخلاصة .. هذا يعنى أن الوقت لم ينتهى بلا شئ .. و هناك المزيد دوماً .. لكنّ الأمور تتكشف شيئاً فشيئاً :)

الثلاثاء، أغسطس 12، 2014

اليوم أنا ممتنة ل .. !


[14.رمضان.1435هـ]
---------------------------------------
رمضان بالنسبة لى يدور فى فلك التيقظ .. التأمل و الإنتباه الذى يقودك إلى دهشة اكتشاف الأسرار، من أبسط التفاصيل إلى أعقدها .. و الأثر الذى يحدثه هذا الأسلوب فى علاقتك بالخالق و فى خوضك للحياة ببساطة ..

الحقيقة أننا لا نلاحظ إلا أقل القليل .. وسط صخب الحياة المعتاد، و من بين كل المعجزات الصغيرة التى تحيط بنا، يكن من المدهش دوماً أن تنتبه بلا مقدمات إلى تفرد احدى المفردات الإعتيادية فى الحياة .. و تمضى وقتاً فى التساؤل كيف لم يسعك ذاك الإدراك قبلاً .. و الإجابة تكمن فقط فى كونك لم تكن منتبهاً لما حولك بالدرجة الأولى.

فى بداية هذا العام، كنت أجرى بحثاً عن بعض الأفكار على متجر التطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية..
و كان أن وجدت تطبيقات تتحدث عن الـ Gratitude.. تطبيقات مخصصة للتعبير عن الإمتنان !

Definition of Gratitude
The quality of being thankful; readiness to show appreciation for and to return kindness.

من الجميل أن تبدأ صباحك بكتابة Today I'm grateful for .. اليوم أنا ممتن ل .. و تترك قلبك ليتمم الجملة !

أن تضع يدك كل يوم على فكرة حسية مدهشة أو تفصيلة ما، تكن لك سبباً لمواصلة الحياة على تعبها ..
أن تتمرس على شكر النعم، و تشعر بالثراء الذى لا يضاهيك فيه أحد لأن ما بحوزتك لا يُباع فى الأسواق ولا يُشترى بالنقود و العملات .. الفكرة فى ذاتها مرضية جداً و ممتعة جداً فى تطبيقها .. و قد كانت هى الشئ الجديد و المميز برمضانى هذا العام.

يمكننى القول _ و بكل ما يسعنى من حب_ أننى ممتنة لصوت صديقتى الذى افتقدته لشهور و جائنى عبر الهاتف فى أول أيام الشهر الكريم .. ممتنة للمسجد الصغير على ناصية شارعنا .. و لجمع الصلاة فى التراويح ..
ممتنة لحاسوبى الممتلئ بالشغف .. ممتنة للإنترنت .. و كل الأشياء المدهشة التى تصل إليها بضغطة زر .. ممتنة للأشخاص الذين يشاركون أفكارهم الإيجابية و يعطونك دفعة للحياة ..
ممتنة للنصوص المدهشة التى أتعثر بها و تضبط مزاجى .. و للصباحات الرائقة التى تأتى من السماء ..

ممتنة للتجربة التى خضتها فى هذا الشهر و التى سأقصها فى تدوينة قادمة إن شاء الرحمن ..
ممتنة لروحه الجميلة .. و للمصحف الصغير الذى أهدانى إياه .. ممتنة للفانوس الكبير الذى ينتصب بجوار سريرى رمزاً للدفء و الحب كصاحبه .. ممتنة لكوب الشاى بالنعناع فى المساء .. لرائحة الفجر فى الشرفة ..
ممتنة لدبتى الكبيرة التى أذوب فى حضنها و أغفو .. و ممتنة لصديقتى الجميلة التى أهدتنى إياها .. ممتنة لبهجتى الصغيرة فى التقافز على الدرج صعوداً .. و ممتنة لقدرتى عليها فى الأساس ..

ممتنة لإسمى .. و لكل ما يرتبط به من معانى جميلة تغير وجه الحياة .. ممتنة للطعام الوفير على سفرة الإفطار .. و لإفطارى فى صحبته  .. ممتنة للساعات القليلة التى نقضيها معاً ..
ممتنة للضحك .. للبكاء .. ممتنة للإمتنان نفسه .. و لقابلية الإحساس فى المقام الأول ..

ممتنة لقدرتى على طلب أى شئ من الله فى أى وقت .. دون وسائط بيننا .. و دون موانع أو مستحيلات ..
ممتنة لكل الأمنيات التى تتحقق .. دون حتى أن ننطق بها أحياناً .. ممتنة لوجود الكثيرين فى حياتى المتواضعة .. ممتنة لكل من عبر بها حتى أولئك الذين رحلوا و أخذوا فى حقائبهم بضع روحى ..

ممتنة لهذة المدونة .. ممتنة للكتابة و لكل ما أضافته إلى حياتى .. ممتنة لهذا النص الذى لن ينتهى أبداً .. و قدرة اللغة على أن تنقل بضع إحساس .. ممتنة لكل ما يعوضنى به الله سبحانه و تعالى عن أى شئ أفتقده ..
ممتنة لوقتى فى الحياة .. و لهذا اليوم الذى علىّ أن أستغله على أفضل وجه لأننى قد لا أكون هنا فى الغد .. اليوم و كل يوم أنا ممتنة لله تعالى اننا نعيش يوماً اضافياً كى نتعلم من اخطائنا ..

ممتنة للدفاتر .. للأقلام .. للصور .. و لكل وسائل الكتابة و التوثيق .. ممتنة للمستقبل الذى لا أعرفه لكنى فرحة به عن يقين بداخلى .. حتى و إن كان ينتهى فى الغد .. يمكننى أن أقول أننى عشت اليوم بكل ما فيه ..
ممتنة للألوان .. و لأن العالم من حولنا يضج بها .. تخيلوا الحياة من دون ألوان ! .. ممتنة لكل الصور التى التقطتها منذ بداية هذا العام و وثقت لى ذاكرتى .. و ممتنة لبهجتى عند تصفحها ..

ممتنة لكتابتى هذة التدوينة أخيراً ! .. لأن تأتى متأخراً خيرٌ من ألاّ ترى النور أبداً :) .. ممتنة لكل ما يأتى من السماء و يفتح عينىّ على كل الأشياء التى تستوجب الإمتنان من أجلها .. يارب لك الحمد كما ينبغى ♥ ..

و أنت، هل فكرت كيف ستكمل جملتك ؟
----------------------------------------------

الأربعاء، مايو 14، 2014

حينما تنصت ...


يمكننى أن أخبرك أننى لم أتوقع كل هذا ..و أن ما مر من هذا العام حتى الآن قد أطاح بكل الثوابت لدّى .. يمكننى أن أخبرك أننى لا زلت اندهش من ذلك الخاتم الصغير الذى يطوق اصبعى و يطوق قلبى بحكايا كثيرة ..  

يمكننى أن أخبرك أن الأشياء عادة ليست كما تبدو .. و أن هناك أمورا تستلزم الكثير من التفسير الذى لا نقوم به لأحد .. غالباً لأنه مرهق، ولأنه أكبر من طاقتنا و أكبر من مفرداتنا فى أوقات أخرى .. يمكننى أن أخبرك أننى فى فترة ما أصبح كل شئ يحدث حولى بسرعة تبدو لى جنونية .. أو ربما العالم ليس بهذا الجنون .. و أنا التى أمارس هوايتى المفضلة فى البقاء داخل اللحظة بعد أن تنتهى، ثم محاولة استحضارها و التشبع بها من جديد ..

يمكننى أن أخبرك أننى لم أستطع الكتابة عن أى شئ رغم كل ما حدث .. و أن الكتابة عن الواقع فى دوامته أصبحت شبه مستحيلة.. الأمر يشبه ما كتبت عنه سابقاً .. اما أن تعيش الحدث واما أن تكتب عنه، لأن الكتابة عنه تستلزم الخروج منه .. على الأقل تستلزم ادراكه بكامله و هو ما لا يحدث معى هذة الأيام .. و أسعد الأوقات حظاً تلك التى نعيشها بكاملها ثم نختلس بعض الوقت كى نكتب عنها .. تأتى هكذا كالرزق من السماء .. مبهجة و مدهشة فى بساطتها و استسلامها للحكى و الكلمات ..

يمكننى أن أخبرك أن هذة التدوينة لا تقول أى شئ ولا غرض منها سوى أن تعيدنى للكتابة .. يمكننى أن أخبرك أننى اعتدت فترات الغياب الطويلة عنها لكننى اخشى أن تكون احداها هى نهاية الأمر .. أعلم جيداً أن الكتابة رزق .. و أن على المرء أن يستسلم لها وقتما تأتى لأن هناك نصوصاً و كتابات قد تغير العالم .. على الأقل العالم كما يعرفه بعضنا .. كذاك النص الأخير الذى كتبته هنا منذ خمسة أشهر و لم أعرف وقتها لماذا كنت اكتبه.. يمكننى أن أخبرك أن لكل شئ سبباً لكنك لن تعرفه بالضرورة..

يمكننى أن أخبرك أن الحياة لم تعد كما كانت، و أن حكايات جديدة قد  أتت دون أن استعد لها .. أنا فى حاجة لبعض الوقت كى أتشبع بكل شئ .. يمكننى أن أخبرك أن الشتاء يقلب حياتى كل عام لكنك تعرف ذلك الآن .. يمكننى أن أخبرك أن الأيام بعدك تمر ببطء بعدما كانت تمضى معك بجنون .. يمكننى أن أخبرك الكثير و الكثير من الأشياء، دون أى ترتيب، و دون أى منطق حتى، لا لسبب إلا أننى احبك حينما تنصت.

السبت، ديسمبر 14، 2013

حكايا شتوية لا تنتهى .. ! :)

[12.ديسمبر.2013]
"عارف انى لما بصطبح بيك بعرف إن اليوم هيبقى حلو ؟؟ :)" 
أبرز الأحداث لهذا الشهر .. المطر الغزير بالأمس .. و الدهشة الصباحية بتفردها لهذا اليوم !
.. .. ..

الثامنة مساءاً .. تهبط من العمل لتجد العاصفة بالخارج .. تقف لثانية لتستوعب المشهد .. من ثم تبتسم فى جذل و تبدأ فى السير .. تنظر فى الأضواء المتناثرة حولها فتتبدى لها غزارة القطرات المنهمرة.. بهجة تتساقط من السماء .. البرد يحتضن روحها و يصعد أعلى فأعلى .. و الأرض تحتها غير مستقرة و رأسها تطفو .. كأنها تدور فى رقصة صوفية .. تعود بها الحالة فوراً إلى حالة مشابهة فى الشتاء الماضى .. بالرغم من افتقادها للصحبة هذة المرة .. تتعاقب على ذهنها شتاءات أخرى كثيرة .. 
تجتمع عليها كل المشاعر فلا تعود قادرة على تفكيكها و التعرف على كل منها على حدة، فتترك نفسها للفيض المتشابك .. تتمنى لو طال الطريق .. و تبطئ فى السير بينما ينظر إليها المارة بإندهاش .. تعبر بجوار ثلاثة أشخاص مختبئين من المطر تحت شرفة فتكتم ضحكتها و تواصل السير .. تقترب من المنزل فتقف خارجاً كمن ينهل القطرات الأخيرة من فيض العطاء .. و عندما تصعد أخيراً، تدلف إلى البيت لا تقوى على طى أصابعها .. جسدها تساوى فى الحرارة مع ندف الثلج الرقيق بالخارج .. يرتعب الجمع من مظهر ملابسها المبللة .. تنفض الماء عنها و ترفع رأسها إليهم فتخرج الضحكة من قلبها صافية .. 
تنطق الجملة الأولى بحروف تقطر بهجة: "خدت شوية مطرة زى الفل ! ^_^"
.. .. ..

فى الصباح التالى .. صباح رائق شفيف الزرقة .. و فتاة ذات رداء طويل تمشى بحذر وسط بقايا المطر من الليلة السابقة .. تحاذر الإنزلاق و تراقص نتوءات الأرض المتعرجة .. الهواء البارد يعبث معها فتكتم الضحك كى لا يظنها الناس مجنونة .. و عندما أوشكت على الوصول إلى وجهتها، انحرفت أمامها سيارة أجرة و فٌتح بابها ليخرج منها هو بالذات .. لا يراها من خلف ظهره ..
تقف لتبتسم بكل ما يسعها و تبادره فور الإلتفات: "إيه رأيك فى الإصطباحة دى بقى؟! :))"
.. .. ..

و ليلتها جلست تحكى وتنصت إلى حكايا قديمة .. و بضع أحلام استقرت فى القلب ..  بكت كل الدمع المحتبس منذ أشهر فى دفقة واحدة .. و بعدها نبت لها جناحان و ابتسمت .. كانت تلك جلسة تطهير روحية استمرت قرابة الست ساعات و آتت أٌكلها .. ديسمبر أيها العزيز .. فلـتـطِل أيامك أكـثـر ! :)

الأربعاء، أكتوبر 23، 2013

و هيك بتصير الحكاية .. !


لسنا فى الدنيا سوى عابرى سبيل ..
لكن، يحدث لعابرى السبيل أن يلتقوا .. أن يصنعوا وطناً افتراضياً من أصغر الأماكن التى تجمعهم !
و يحدث أن نقابل أناس فنتعلق بهم، و من ثم يأتى وقت الرحيل ..
و فى المسافة الإفتراضية بين هذا و ذاك، تكمن التجربة .. يكمن عمر بأكمله ..
متعة و وجع يجتمعان فى تعريف كلمةٍ واحدة تسمى الحياة  !

السبت، أغسطس 31، 2013

عن دفقات النور التى تأتى بلا موعد .. !


اكتشفت مؤخراً أن نهايات الشهور تغرينى بالكتابة، و الحكى المطول عن كل شئ .. خاصة تلك الشهور القريبة إلى قلبى، كأغسطس الذى يثبت تفرده كل عام :)

ما فى الأمر أن هناك أوقات أعود فيها للكتابة بشغف كبير .. أدون عدة نصوص بتاريخ ذات اليوم .. و أوقات أخرى ينقطع عنى السحر، و تمضى أسابيع دون حرف واحد .. و لأسفى الشديد، لا يمكننى التحكم فى الأمر ..
هى دفقات من نور أجلس لأنتظرها .. إن حاولت افتعالها تخرج باهتة و ملفقة .. لا يشع منها ضوء .. قد يستثيرها نص مدهش لتأتى .. أو حدث استثنائى معين .. لكنّ الأمر ليس مضموناً بالمرة ..

نفس الأمر الذى يصعد بروحك إلى السماء قد يهوى بها إلى الأرض .. و لم أفهم أبداً كل ذلك الكلام الذى كنت أقرؤه فى سير الكتاب الذاتية عن جلوسهم للكتابة عدة ساعات يومياً بشكل منتظم .. كيف ذلك ؟؟ .. و كيف بالتحديد يجلس المرء ليكتب ؟؟ ..

بالأصل نادراً ما أكتب و أنا جالسة .. طقوس الكتابة خاصتى هى أننى أجد نفسى فى ورطة! .. السطور فى رأسى و الموقف ليس ملائماً بالمرة .. بعض المرات أكون فى منتصف حديث .. و أوقات أخرى خارج البيت بلا أى شئ يمت بصلة للورق، حتى أننى اضطررت ذات مرة لكتابة عدة سطور على منديل مطعم .. و أوقات غيرها أتسابق مع الزمن قفزاً كى أتمكن من فتح الحاسوب قبل أن تطير الكلمات !

غير ذلك لا دور لى فى الأمر .. حتى و إن تفرغت تماماً و جلست أستحضرها، لا فائدة هنالك .. الكتابة ذات مزاج خاص لا يتوافق بالضرورة مع مزاج حضرتى :) .. و وحدها أوقات ذات شجن كنهاية أغسطس تغريها لتأتى !

الثلاثاء، يوليو 30، 2013

بهجة رمضانية :)) .. #1

[21.رمضان.1434هـ]
---------------------------------------
طفلة صغيرة ذات وجه ملائكى مبتهج ، كانت أول ما وقعت عليه عيناى و أنا أدلف إلى ساحة المسجد الصغير فى الليل .. دقيقة الحجم إلى حد مدهش .. تجلس برداء الصلاة المنقوش فى منتصف الدرج المؤدى إلى الطابق العلوى ..
فور أن رأتنى أقترب لأصعد أولى الدرجات ، ابتسمت لى ابتسامة وسع السماء ذاتها ، و مدت يدها الصغيرة فى مصافحة قائلة: "إسـيّـك ؟؟ ^_^" كما خرجت بلسانها الصغير :))

مددت يدى و صافحتها ببهجة تفوق دهشتى بالموقف .. ثم تركتها مجبرة كى أنضم إلى صفوف الصلاة .. ظل قلبى يرفرف إليها و أنا أسمعها تضحك فى خفوت من خلف الصفوف ..
أحياناً تردد: "ربنا ولك الحمد" بعد قيامنا من الركوع .. ذاب قلبى فى التعلق بها .. و هكذا توجب أن تكون فاتحة دعائى فى الليلة الوترية الأولى أن يرزقنى الله ببهجة متجسدة فى صورة طفلة جميلة فى عفويتها ♥

بحثت عنها و الجمع ينصرف بعد الصلاة .. وجدتها مشغولة بأمها .. تقفز فى حضنها ، و تضحك أجمل ضحكة سمعتها فى الكون .. سلمت عليها بقلبى و ذهبت .. و أنا أنزل الدرجات سمعت أمها تحدثها .. اسمها ملك .. و ما كان ليجوز لها أى وصف آخر ♥

الجمعة، مارس 29، 2013

... !


شمس الظهيرة و أذان الجمعة .. يوم جميل يغرى القلب بالتأمل .. استيقظت لأمارس وحدتى التى يفسدها علىّ البشر منذ أيام .. وضعت سلحفاتى _ الوحيدة بدورها _ فى الشرفة وسط الأشعة الدافئة و جلست أراقبها تصحو ببطء لتحتفى بالبهجة و الضوء .. أنا و هى نمارس وحدتنا سوياً .. و نؤنس بعضنا !

الوحدة عندى هى القاعدة .. أنا فى احتياج دائم إليها كى ألملم شتات نفسى .. و الصحبة هى الإستثناء .. و لأنها إستثناء ، لا أقبل إلا بكونها إستثنائية .. 

الرفقة الإعتيادية لا تعنينى فى شئ .. أجدنى أتقوقع فى ذاتى مهما كان المكان مزدحماً .. أنظر إليهم ولا أراهم .. أراقب العالم و كأننى لست جزء منه .. كأنه مجرد جهاز تلفاز أداره أحدهم و تركه مفتوحاً يبث الصخب بلا إنقطاع .. صخب لا يعنينى فى شئ .. و أنا لست هنا .. 

أنا لست هنا !                                          
يحدث كل يوم .. أن أحاول الإكتمال بذاتى .. رغم كل ما ينقص المشهد .. رغم كل من ينقصوا المشهد .. رغم أجزاء الروح التى غادرت وسط متاع بشر رحلوا إلى مدن أخرى .. الحنين يكبر بينما هم ليسوا هنا .. لكن ما الفارق ؟! .. أنا أيضاً لست هنا !

و هنالك طاقة ضوء تزورنى كل يوم .. تطرق بابى لتغرينى بالجنون .. لكننى أكتفى بالتطلع إليها فى صمت .. أخاف إن تلمستها .. إن تركت نفسى أضئ معها .. أن تحذو حذو الجميع و تمضى .. تختفى .. و أنطفئ أنا .. كما يحدث كل مرة ! .. تكفينى الفكرة للحين .. يكفينى أن أتوهج قليلاً بوقع بهجتها على قلبى .. لا أريد أن أستسلم لتمام الإشتعال .. ليس اليوم !

الاثنين، مارس 18، 2013

كم فكرة مرت برأسك منذ الصباح .. ! :)


جميلتى فـاطـمـة أهدتنى هذة الفكرة ذات صباح .. و بالأمس وجدتنى أمام يوم عطلة رائق ، و قررت أن أدون فوضى الأفكار العشوائية العابرة .. التجربة جميلة و أهدتنى قدراً لا بأس به من البهجة .. شـكـراً فـاطـمـة ♥
و الآن لنبدأ فى الحكى .. :)


السبت 16.مارس.2013
11:00 صباحاً
=============================
الصباح هنا ! .. ضوء جميل خافت يتسلل من الشرفة .. شكراً أمى لإغلاقك الضوء بعد نومى .. دبتى الجميلة .. صباح الخير .. نهوض بطئ كى لا نصاب بالدوار .. الوقت قبل الظهيرة بساعة .. لا بأس ..
الماء منعش .. الصابونة عطرة .. أبدو كـ زومبى .. هل رأى أحدكم كوبى ؟؟ .. كوب من الشاى .. اللابتوب .. تصفح سريع .. أفتقد أصدقاء العمل ولا أفتقد العمل نفسه :/ .. ضوء الشرفة خافت و لم أفتح ضوء الغرفة .. أمى ستصيح فى إن رأتنى ! :$

افطار الإجازة الرائق .. أنا فعلاً جائعة :D .. ماذا سنفعل اليوم ؟ .. أين ذهبت شقيقتى ؟؟ .. الملابس مبعثرة .. أتوق إلى إرتداء شئ أحمر .. فيلم الأمس كان رائعاً لكنه أحزننى كثيراً .. صديقتى غاضبة منى لأننى لم أحدثها من فترة .. وشاح حريرى جميل .. سلحفاتى الصغيرة استيقظت .. قدمى تدغدغنى .. حديث قصير .. أنا غير اجتماعية بالمرة هذة الأيام ! .. ابنه عمتى هنا .. ترتدى ألواناً مبهجة .. أخى سيغادر .. أذان العصر ؟؟

شراب تفاح منعش .. مزاجى الآن أفضل .. دبتى تجلس محتضنة روايتى المفضلة لهذا الشهر .. أريد تدوين بعض الذكريات القريبة كى لا تضيع فى الصخب .. لماذا رأسى مزدحم ؟؟ .. أحب هذة المقطوعة الموسيقية .. هل سيتبقى لى وقت للإنفراد بنفسى اليوم؟؟ .. حبيبات الـ M&M'S .. صنعت من الحبيبات الحمراء وردة جميلة :D

أريد استكمال تدوينتى عن الدهشة .. أنا فعلاً أحب الدهشة .. برنامج تعديل الصور الذى أحبه انتهت مرات استخدامه .. أريد تعديل بعض الصور .. اللعنة .. ظهرى يؤلمنى .. ! -_-
علاقتى بالتلفاز تنحصر فى مرورى أمامه كل حين .. مرطب الشفاه الأحمر بطعم الكرز .. كنت أشتهيه بطعم الفراولة .. لدىّ عمل فى الغد -_- .. أشتهى شيئاً مالحاً .. مخلل الخيار بالشطة و الليمون .. متعة خالصة ^_^

الشرفة .. الجارة الفضولية .. و ستائر شرفتها الصفراء التى ركبتها مؤخراً كأننى أنا من أتلصص عليها !

بلغ منى الكسل مبلغه .. متحمسة لأفكار كثيرة فى رأسى .. فقط لن أنهض من مكانى ! .. أنا مرهقة نفسياً .. أريد أن أمشى طويلاً وحدى .. أشتهى هواءاً بارداً يحتضننى .. صديقتى تعدنى بالمجئ هذا الأسبوع إن شاء الرحمن .. يجب أن نأكل غزل البنات سوياً .. وصلنى اليوم نبأ هدية تنتظرنى .. المزيد من شراب التفاح المنعش .. لقد أدمنت هذا الشئ !

مللت من حقيبتى التى أخصصها للعمل .. لكن لا يوجد غيرها يتماشى مع كل الثياب ! .. أريد قلادة ذهبية منقوشة بإسمى .. ثلاث صفحات من رواية مفضلة أعادتنى إلى شجن قديم .. الذاكرة تتابع .. صوت أمى .. طاولة الغداء .. أتناوش مع شقيقتى .. أبى يضحك .. أتذكر الأمس و أضحك .. وضعت سلحفاتى بجوارى على السرير .. أخذت تتسلق البطانية و تدخل فى ثناياها حتى أصيبت بالدفء و سكنت و نامت ^_^

أذان المغرب .. انقطعت الكهرباء .. أشعل شمعتين و أراقب اللهب .. الكشاف يطن لذا لن أضيئه .. استراحة قصيرة فى الظلام .. أنشد السكينة ولا أجدها .. لا شئ هنالك سوى الصخب .. ذبابة مزعجة فعلاً .. و كبيرة !
الصداع يتسلل إلى رأسى .. أريد قهوة .. أحاول ترتيب موعد للقاء صديقتى .. لماذا بقيت اليوم فى البيت ؟؟ .. كنت أريد شراء بعض الأغراض .. تأخر الوقت .. لا زالت الكهرباء مقطوعة .. أحب قلم الحبر الأحمر خاصتى .. الظلام مريح و يشدنى كى أغفو .. هل أغفو ؟؟ .. لا .. لن أغفو .. لــن أغــفـــ...

سطع الضوء فى عينى فجأة .. غفوت لنصف ساعة .. 

الغرفة مبعثرة .. سأرتبها و آخذ حماماً .. شهادة الجامعة التى تسلمتها مؤخراً ترقد على المكتب .. أحب مزهرية الورد تلك لأننى صنعتها بنفسى .. ماذا سأرتدى فى الغد ؟؟ .. لم أكمل قراءة تلك الرواية .. دفاترى العزيزة .. و الدفتر البرتقالى المميز .. البرتقالى مبهج .. يحفزنى على الكتابة .. كوب آخر من الشاى .. إن شربت القهوة سأسهر حتى الفجر .. غداً يوم طويل .. و ذكريات جديدة !

اللابتوب من جديد .. المزيد من المقطوعات الموسيقية .. محادثات كثيرة .. تصفح بعض الصور .. أحب الصور جداً .. الشخصية و غيرها .. هل انتهى اليوم ؟؟ .. هل أنهى الحديث هنا ؟؟ .. كتبت نصف هذة الأفكار على اللابتوب و الباقى فى مفكرتى الحمراء الصغيرة .. سأجلس لترتيبها .. تدوينة جديدة ؟؟ .. ربما اليوم أو غداً .. أحببت التجربة .. سأكررها إن شاء الرحمن .. سأنتهى من الكتابة .. ثم .. حمام دافئ .. و نــــوم !  

الأحد، فبراير 17، 2013

21 .. ! :)

لى أيام و أنا أطارد خيط الحكاية فى محاولة للكتابة .. أسعى إلى إنتصار شخصى على ازدحام الحياة بأن أمارس طقوس كل عام و أكتب فى هذا التاريخ .. لكننى لم أتدارك دهشة الموقف بعد !

بالعام الماضى بدت لى العشرينيات عقداً مدهشاً ، يجب عند الوصول إليه أن أبدأ فى ممارسة كل ما يستحضر لى البهجة .. و أتوقف عن تأجيل الأمور و قتل الأفكار مللاً .. كل تلك الأشياء التى كنت أؤجلها إلى أن أكبر ، يجب أن أبدأ فى القيام بها الآن .. "انتِ الآن كبيرة .. صباح الدهشة يا فتاة !" :)

متى حدث هذا ؟! .. و ما الذى تغير ؟! .. نفضت يدى مؤخراً من هذة الأمور .. و أخذت أحيا طبقاً لقرارى فى العام الحالى ، و الذى ينص على أن أمارس الحياة يوماً بيوم ، مع احتفاظى بالأمل البعيد .. غير أن رسائل السماء لا زالت تصلنى بين طيات الحياة اليومية من حولى .. و قبل أيام كنت أعبث بأوراق روزنامة الحائط التى لا يمسها أحد فى الغالب ، و ذهبت مباشرة إلى الورقة التى تحمل تاريخ مولدى .. فقط لأصادف سطراً يقول لى : "لكل شخص من اسمه نصيب" ... !

يا الله .. لكأنها هديتى من السماء .. بشارتى بنصيبى فى الدعاء الذى يُرفع إلى السماء فلا يرده الكريم .. و لا أملك إلا أن أردد : الحمد لله رب العالمين .. حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه 

أمّا الشئ الأجمل فى هذا العام كونى لا أجد لدى إحساس الرغبة فى بداية جديدة .. ذاك الإحساس الذى اعتدت أن ينتابنى فى مواسم عديدة ، لم يقم بزيارتى اليوم .. هذا العام أنا أحب موقعى من الحياة و لله الحمد .. لا أريد بدايات جديدة .. أريد فقط أن أكمل ما بدأت .. عالمى الذى بدأت معه الرحلة منذ أعوام ، يضج الآن بالحكايات .. و يعجبنى .. يعجبنى جداً !

و فبراير هذا العام يزدحم بالبهجة المرتقبة .. حفلتين حميمتين مع الأصدقاء بإذن الرحمن ، كلاهما من أجلى :) .. واحدة فى البيت و أخرى فى المدينة التى تقبع بها جامعتى .. و مشاريع صور كثيرة كثيرة و أفكار ابتكرناها أثناء الحديث .. و حفلة تخرج فى الجامعة التى قررت أخيراً أن تمنحنا آخر ما تدين به لدفعتنا المجيدة و تتخلص منّا إلى الأبد :D .. و يأتى كل هذا على خلفية عملى الذى أحبه مهما تذمرت !

العام جميل بحمد الله .. و الأصدقاء أجمل .. كلٌ يتفتح فى شرنقته على مهل .. و الشكر موصول للقلوب الطيبة التى باتت تنتظرنى كى أكتب .. أنتم مكاسب العام الجديد ! :)

السبت، يناير 26، 2013

محاولات لتوثيق الصخب .. !


 يحدث أحياناً بين أيامى المزدحمة أن تأتينى لحظة ما أنفصل فيها عن الصخب من حولى .. تتجانس الأصوات فجأة لتستكين إلى خلفية المشهد المزدحم بالتفاصيل .. و أنظر حولى فى محاولة لتسجيل الإحساس بذهنى .. مدركة أننى سأجلس لأتذكره يوماً ما .. قريباً كان أم بعيداً .. ما يهمنى فى الأمر هو إدراكى التام لكون هذة اللحظة ستعيش معى زمناً طويلاً !

أحاول تسجيلها بكامل تفاصيلها .. المكان .. الأشخاص .. الأضواء .. الزوايا .. و حتى الإيقاعات العشوائية للصخب ! .. لحظات كهذة تعود فتتعاقب على الذاكرة .. فى مرورها المتواصل تبدو أشبه بشريط حياة .. و تدهشنى وقتها قدرتى على الإحتفاظ بالتفاصيل .. كنت أظنها أمراً اعتيادياً إلى أن لاحظت انبهار البعض بتذكرى لتفاصيل صغيرة مر عليها زمن .. و إلى أن بدأت أنا نفسى فى الإنبهار بكم التفاصيل التى ما عاد فى استطاعتى أن أحصيها !

هى تفاصيل صغيرة مدهشة لن تلاحظها إن لم تعطها انتباهك الكامل .. و تجلس مع نفسك طويلاً فى محاولات لتدوينها و الحفاظ عليها .. و محاولات أخرى لفهم كيف يتسع لها عقلك .. و كيف يتحمل قلبك فيض المشاعر الذى يسببه تعاقبها على الذاكرة ذات مساء لم تتوقع منه أن يحمل إليك كل ذاك القدر من الشجن !

السبت، يناير 12، 2013

عن شـجـن الشتاء و الذكريات المتقاطعة .. ! ♥

(1)

كنّا مجنونتين بما يكفى لأن نقطع ذاك الطريق الطويل مشياً تحت المطر .. المطر الذى لم يكن خفيفاً يومها ، لكننا أخذنا القرار معا دون ان نتحدث فيه .. و لم تطرح احدانا السؤال على الأخرى ..
كأننا قررنا فى لحظة واحدة أننا بحاجة إلى تطهير نفسى ، و لم نجد فرصة أكثر اكتمالاً من طريق طويل ممتد شبه خال إلا من قطرات المطر و قلّة من البشر يشبهوننا فى الجنون أو فى رغبة التطهر !

لم نحاول حتى أن نقطعه سريعاً .. كنّا فى أمس الحاجة إلى أن يتوقف بنا الزمن .. ألا ينتهى الطريق .. و لا المطر .. و لا الشجن الذى كاد يفتك بنا وسط الضباب الشتوى الحزين ..

لكنّ الشتاء لا يحزننى .. على العكس ، يحمل لى فى قلبه البهجة .. هو فى قلبى و روحى نذير فرحة قريبة .. كأشعة الشمس التى تتسلل دافئة بعد المطر .. و رائحة الأرض المرتوية نشوة .. و الألوان التى تشرق فى قوس القزح لـتنتزع السلطة من اللون الرمادى !

و أنتِ .. منذ ذاك اليوم تخطرين ببالى كل شتاء .. أو كل مطرٍ بالأدق ..
و كلّما عاد إلى وجهك .. عاد معه ذاك الطريق الرمادى الطويل ، و الريح الباردة الحنونة ، و الأوراق التى نسينا أن نخبأها فى معاطفنا .. فابتلت و تعرج سطحها بفعل المطر .. و صارت منذ ذاك اليوم تحمل رائحة الشتاء البهيج ! :)

لـعامين أنتظر الشتاء كى تأتينى معه ..
أفكر أحياناً أنه يمكننى ببساطة أن أرفع سماعة الهاتف لأحادثك .. لأطلب أن نتلاقى حتى .. لكننى خجلة من نفسى .. خجلة من أن حديثنا انقطع .. و أنا التى كنت دوماً أستكمل معك الحديث فى كل لقاء كأنه لم ينقطع قط !
يصعب علىّ أن أهاتفك كالغرباء لأسألك كيف أنتِ ؟! .. و أنا التى يجب أن أكون الأدرى بكِ !

أعوام من الغياب مرت منذ تفرقنا فى الجامعة .. غياب طويل الأجل لم أشهده سوى فى أفلام السينما و كنت أتعجب منه ، قبل أن أختبر بنفسى أن للحياة طرقها الخاصة فى جعل المرء ينشغل طويلاً بفقاعته الخاصة .. و ها أنا الآن .. فتاة عشرينية يجتاحها الحنين لصديقة مراهقتها ..

كل ما أملكه و يصلنى بك ، بضعة متفرقات ، لست أدرى حتى صحة ارتباطها بكِ حتى الآن .. خط هاتف يراودنى الحنين للإتصال عليه .. بريد قديم لا يبدو أنك تتفقدينه .. عنوان لا أعرف غيره منذ سنوات و لا أدرى إن كنتِ لا تزالين تسكنينه أم رحلتِ .. حتى أننى أضعت الطابق .. و لكن ، لا يهم !
سأستنفذ محاولاتى كاملة .. أعلم جيداً أن معجزاتى الصغيرة لا تأتينى إلا بعدما أستنفذ كل شئ .. جربت الأمر مراراً ! :)) .. و هذا الشتاء يختلف .. أو أنا من تريد له أن يختلف عن شتاءات الغياب التى مضت .. هذا شتاء أود بشدة أن أستعيدك فيه.

(2)

لى أيام و أنا أصادف أصدقاء قدامى على غير توقع .. أصادف ذاكرتى إن أردنا الدقة .. ذاكرةٌ تضحك و تمشى على قدمين .. و لا زالت تحمل من تفاصيلى ما يضمن دفء الحديث .. غير أن الحديث عن الأصدقاء القدامى يأخذنى إليها .. و الشتاء و المطر يأتيان بها إلىّ .. لكنها الوحيدة التى لم ألتق بها بعد !

(3)

و مؤخراً ، رزقنى الله تجربة استثنائية مماثلة على غير توقع منى .. عندما يجتمع ليل الشتاء مع رذاذ المطر الخفيف و مثلجات الشوكولاتة ، يصبح الأمر رائعاً .. و عندما يقترن كل هذا بالصحبة الإستثنائية  ، فإن الأمر يتعدى آفاق الروعة و يصمت عنده الكلام !
إلى صديقتى التى هى من أجمل الأشياء التى أبتدأ بها عامى الجديد .. إلى طاقة الضوء تلك التى اختطفت قلبى من اليوم الأول .. و شاركتنى مغامرتى العفوية فى أكل غزل البنات .. أنا فعلاً أحبك  :))

الاثنين، ديسمبر 31، 2012

عن الأعوام التى لا تشبه غيرها ..


فإذا كانت الساعة الأخيرة من كل يوم ، شعرت بحنين إلى الدعاء .. اليوم يرحل على غير عودة ، و لم تحمّله من الأمانى ما يكفي بعد .. ماذا عن كون العام بأكمله فى طريقه للرحيل ؟! ..

عامٌ يحمل من الذكريات ما يفوق طاقتها على الحكى ، و الأجمل عندها من بهجة استحضار الذاكرة هو الكتابة عنها .. تعرف أنها كتبت الكثير هذا العام .. لكنها عندما تنظر إلى الهامش الصغير فى جانب المدونة تجد ثمان تدوينات لا غير .. أين ذهبت كتاباتها ؟؟ .. لربما لم تكتمل .. أو اكتملت و نسيت هى أن تمنحها الحياة !

ديسمبر العزيز على قلبها يغريها بالكتابة منذ اليوم الأول منه ، بينما يملأ العمل ساعات يومها القصير الذى ما عاد يكفى لأى شئ .. تتلاحق عليها التفاصيل فلا تجد فرصة للكتابة عنها .. تحتضنها فى قلبها لثوانٍ معدودة لتمنحها ابتسامة امتنان سريعة .. و من ثم تنفلت من بين أصابعها ..

كأنها كى تكتب عن الواقع يجب أن تخطو خارجه ! .. بينما الإنغماس فيه لا يدع لها أى مجال للكتابة .. تلزمها نظرة من الأعلى ، لكنها لا تجد الوقت الكافى للصعود هناك .. تنقصها حالة التأمل تلك !

حتى أنها بالكاد تجد الوقت كى تمارس شغفها بالشتاء .. لكنّ الله يرزقها البهجة بلا حساب .. كتلك المرة التى أمطرت السماء من أجلها خصيصاً فى الدقيقة التى خرجت فيها من العمل .. بضع دقائق هى تلك التى يستغرقها طريقها القصير إلى البيت .. لكنها تعمدت المشى على مهل .. منتشية بتلك القبلات الخفيفة المنعشة التى تتابع على وجنتيها .. و البرد الذى أخذ يغلفها حتى تغلغل إلى روحها فأضائها ..

قرارها الأهم لهذا العام هو أن تتوقف عن تكوين الإنطباعات السريعة التى تصيبها بالحيرة .. أن تستمتع بكل يومٍ على حدة .. و تتفرغ لجمع التفاصيل الإستثنائية قدر ما تملك .. تضيف الحياة إلى أيامها ، و ليس العكس !

لم تتوقع هذا العام كيف سيكون حالها فى ديسمبر .. كان هذا الشهر دائماً ما يدخل فى نطاق عامٍ دراسى ما .. أمّا الآن و قد انتهت كل الخطوط العريضة للحياة ، غدى الأفق مساحة من ضوء متسع .. تستطيع أن ترسم فيها كيفما تشاء .. غير أن ريشتها لا تزال مرتبكة و مأخوذة بالضوء الساطع !

توقعت أنها على الأقل ستمتلك المزيد من الوقت لتمارس شغفها الشخصى بالمفردات .. و كانت قد كتبت قائمة بأهداف العام الجديد ، لكنها عندما أعادت قرائتها اليوم ، كانت كمن يقرأ مجلة فكاهية .. ضحكت على الوقت الذى لن تجده كى تنفذ أى شئ .. و اشتاقت إلى صفاء الذهن ذاك !

لكنّ الأوقات غير المتوقعة تحمل معها بهجة غير متوقعة .. هناك مطر .. و صباحات رائقة .. أصدقاء جدد اعتادت صخبهم حتى أصبحت تحبه .. صديقات يأتين و يرحلن سريعاً .. و على الرغم من ذلك تجد قلبها يرفرف صوبهن .. هناك ذاكرة شخصية أصبحت تلتقيها على غير توقع فى أنحاء مدينتها الصغيرة ، على خلفية من شجن الشتاء الشفيف .. هناك أحاديث و ضحكات متناثرة و صخب .. هناك حياة بين كل تلك الأيام التى تمر .. و هذا يكفيها !